العديد من المستهلكين يتوقعون تطوير المركبات ذاتية القيادة من قبل شركات تصنيع السيارات التقليدية لا شركات التكنولوجيا
وفقاً لدراسة جديدة أجريت من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب: ما يقرب من 60٪ من المستهلكين في مختلف المدن حول العالم متقبلون للمركبات ذاتية التحكم.
يدنو عصر السيارات ذاتية القيادة منا على نحو مضطرد، وقد أشار ما يقرب من 60٪ من المستهلكين في مدن مختلفة في جميع أنحاء العالم عن تقبلهم واستعدادهم لها، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أجرتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
وشملت الدراسة أكثر من 5500 مستهلك في عشرة بلدان، حيث أنها تعد أكبر استطلاع عالمي للرأي مكرس للسيارات ذاتية القيادة حتى الآن. وتقدم الدراسة فهماً أعمق لانطباعات المستهلكين حول مستقبل السيارات، وتقدم رؤى فريدة من نوعها حول تقبل واعتماد السيارات ذاتية القيادة من قبل المستهلكين، ودعم السيارات ذاتية القيادة من قبل صانعي السياسات، في مدن مختلفة حول العالم. ويعد تقبل السيارات ذاتية القيادة أعلى في الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند ودولة الإمارات العربية المتحدة، في حين أنه يمثل نحو 50٪ في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويعد أدنى في اليابان وألمانيا. علاوة على ذلك، فعلى الرغم من تطرق الكثير من وسائل الإعلام لإمكانية تطوير شركات التكنولوجيا للسيارات ذاتية القيادة قبل غيرها، تكشف نتائج الاستطلاع عن وجود تفضيل قوي من قبل المستهلكين لريادة خطوات تطوير واختبار هذه المركبات من قبل شركات تصنيع السيارات التقليدية.
وقال نيكولاس لانغ، شريك أول بمكتب مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب في ميونيخ: “تمثل هذه الدراسة أخباراً جيدة ومطمئنة لشركات السيارات التقليدية، حيث تشير نتائجها إلى أن المستهلكين يتوقعون تأدية مصنعي السيارات التقليديين دوراً قيادياً في دفع عجلة تطوير السيارات ذاتية القيادة، في حين يتوقعون من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل آبل أو غوغل، المساهمة عبر توفير خبراتها في هذا المجال”.
شركات تصنيع السيارات التقليدية تتولى قيادة مبادرات تطوير السيارات ذاتية القيادة
أظهر الاستطلاع أن عدداً كبيراً من المستهلكين (46٪) يرغب في تولي شركات تصنيع السيارات التقليدية قيادة مبادرات تطوير السيارات ذاتية القيادة، وليس أي نوع آخر من الشركات، حيث عبر المشاركون في فرنسا وألمانيا واليابان عن إيلائهم أعلى مستويات الثقة لشركات تصنيع السيارات التقليدية. ومن ضمن هذه النسبة، أعرب 69٪ عن تفضيلهم للسيارات التي يتم إنتاجها في إطار الشراكة بين مصنعي السيارات والشركات التكنولوجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية المستهلكين يتوقعون أن تكون السيارات ذاتية القيادة كهربائية أو هجينة. وتعزز نتائج هذه الدراسة ما توصلت إليه دراسات سابقة هدفت إلى تحديد العقبات في هذا المجال، مثل الأمن الرقمي والتشريعات، والتي سيتوجب على جميع الجهات المشاركة في تطوير السيارات ذاتية القيادة إلى التغلب عليها معاً للتمكن من تطوير حلول مربحة للجميع.
استعداد العديد من المستهلكين لدفع المزيد للاستمتاع بمزايا امتلاك مركبة ذاتية القيادة بالكامل
أشار نحو 60٪ من المستهلكين أنهم على استعداد للتنقل في سيارة ذاتية التحكم بالكامل. وأشاروا إلى أن معايير الراحة التي تقدمها خلال ركن السيارة ودورها في تعزيز مستويات الإنتاجية أثناء التنقل والسفر هما أبرز الأسباب التي تدفعهم للرغبة باقتناء مثل هذه السيارات.
وقد وجدت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب من خلال دراسة سابقة أن المستهلكين في الولايات المتحدة على استعداد لشراء السيارات ذاتية القيادة. وقال 53٪ من المستهلكين العالميين المشاركين في هذه الدراسة بأنهم على استعداد لشراء ذاتية القيادة بالكامل، ما يؤكد على أنهم متحمسون وحريصون على استخدام السيارات ذاتية القيادة كما هو حال المستهلكين الأمريكيين.
كما أن المستهلكين على استعداد أيضاً لدفع مبلغ أكبر للاستمتاع بالمزايا ومعايير الراحة التي توفرها السيارات ذاتية القيادة، حيث أشار أكثر من 40٪ من المشاركين في جميع الدول التي شملتها الدراسة بأنهم على استعداد لدفع مبلغ أكبر، في حين أعرب أكثر من نصفهم أنه على استعداد لدفع أكثر من 5000 دولار للاستمتاع بمزايا السيارات ذاتية القيادة بالكامل.
بلديات المدن تعتقد أن السيارات ذاتية القيادة ستكون واقعاً في غضون عشر سنوات
يتوقع معظم صانعي القرار في المدن الذين تم استطلاع آرائهم أن السيارات ذاتية القيادة سوف تصبح حقيقة في غضون السنوات العشر المقبلة. وهناك عدد من المبادرات الجديدة والمشاريع التجريبية المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة حالياً في المدن الرئيسية حول العالم. وقد تم تصميم هذه البرامج لتحليل تأثيرات السيارات ذاتية القيادة على المستهلكين والمدن ودراسة ملامح مستقبل التنقل في المناطق الحضرية عندما يتم تبني السيارات ذاتية القيادة.
من جانبه، قال أليكس ميتشل، رئيس قسم صناعة السيارات في المنتدى الاقتصادي العالمي: “توفر نتائج هذه الدراسة معلومات قيمة لفهم معايير التصميم اللازمة لتخطيط نماذج مواصلات حضرية جديدة تقوم على المركبات ذاتية القيادة. وعلى الرغم من أن صانعي القرار وواضعي السياسات الحضرية يفضلون أن تكون السيارات ذاتية القيادة بمثابة الحل الأخير في المناطق ذات الكثافة السكانية الأقل، فالمستهلكون يتطلعون إلى حل شامل ومريح للتنقل”.
مخاوف تجب معالجتها حول معايير السلامة والموثوقية وعدم وجود رقابة
على الرغم من ارتفاع نسبة تقبل السيارات ذاتية القيادة ، إلا أن المستهلكين لا يزال لديهم مخاوف جدية حول معايير السلامة والموثوقية. وقد أعرب 51٪ من المشاركين الذين قالوا أنهم غير مستعدين للركوب في سيارة ذاتية القيادة بالكامل عن مخاوف وشعور بعدم الأمان في هذه السيارات، في حين قال 45٪ أن عدم وجود رقابة يمثل العائق الرئيسي بالنسبة لهم. وتشمل هذه المخاوف أيضاً عدم القدرة على التدخل في قيادة السيارة خلال عملها والمخاطر المحتملة جراء الهجمات الإلكترونية.
بدورها، قالت أنطونيلا مي-بوشتلر، شريكة أولى بمكتب مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب في فيينا: “تمثل حماية السيارات ذاتية القيادة ضد الهجمات الإلكترونية ووضع إطار تنظيمي ملائم لهذا النوع من القيادة المتطلبات الرئيسية لدفع عجلة تطور هذا القطاع الجديد”.
علاوة على ذلك، أفاد 35٪ فقط من الآباء والأمهات أنهم ليسوا على استعداد للسماح لأولادهم بالركوب وحدهم في السيارات ذاتية القيادة، على الرغم من أن ما يقرب من 60٪ من البالغين على استعداد للقيام بذلك بأنفسهم. وبرز تردد أيضاً حول مشاركة الرحلات في سيارات الأجرة ذاتية القيادة. مع ذلك، فإن هذا التردد يتدنى عندما يجري تقديم تخفيضات كبيرة. وقد شهدت الدراسة أعلى مستويات الاستعداد لمشاركة الرحلة في سيارة أجرة ذاتية القيادة بين المشاركين في البلدان ذات المناطق المكتظة بالسكان وحركة المرور العالية، مثل الصين والهند.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أنه على الرغم من أن العديد من المستهلكين والمدن مستعدون لاستعمال السيارات ذاتية القيادة، لا تزال عوائق اعتمادها كبيرة. ومن أجل التغلب على هذه العوائق، يجب أن يجري العمل على ضمان فهم أكثر عمقاً وأوسع نطاقاً لمزايا وفوائد هذه المركبات، ويجب تطوير التكنولوجيا لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة وعمليات الاختبار.
