فورد تحتفل بمائة عام من التميز والريادة في تصنيع أجود الشاحنات

قبل قرن من الزمن، وفي 27 يوليو 1917 بالتحديد، انطلقت شركة فورد موتور كومباني في مغامرة كان من شأنها تغيير صناعة السيارات إلى الأبد. وبدأت الحكاية مع Model TT، الشاحنة التي اعتمدت على النجاح الكبير لسيارة Model T والتي حققت تقدماً كبيراً على مدار مائة عام لتصبح أفضل الشاحنات مبيعاً في العالم.

وعلى مدى السنين، تم استخدام شاحنات فورد من قبل المزارعين والعائلات والجنود والمقاولين وسائقي السباقات والباحثين عن المغامرة. وساهمت المواصفات التي تتميز بها شاحنات فورد بما فيها تعدد الاستخدامات والإمكانيات الفائقة والموثوقية العالية، في ريادة الشركة لمبيعات الشاحنات خلال عقود طويلة من الزمن، كما سنرى في هذه اللمحة التاريخية.

إلا أن هذه الإنجازات لم تحدث بين ليلة وضحاها، فقد كانت المسيرة طويلة عبر الزمن، حافلة بالرؤية والإبداع، والسعي المستمر لإنتاج شاحنات تلبي التوقعات وتتجاوزها أيضاً.

كان وقتاً من أفضل الأوقات

في عام 1917، وبعد تسع سنوات من إطلاق Model T، كان العملاء يبحثون عن مركبة أكثر متانة وقدرة من أي سيارة معروفة في ذلك الوقت حتى ظهرت شاحنة Model TT.

أسهمت شاحنة TT في تغيير الطريقة التي يتم فيها أداء المهام، من خلال قدرتها على نقل طن كامل من الحمولة، وبدأ بيعها في الأصل كشاسيه فقط، وأتيح للمشترين مجال تزويدها بالهيكل الذي يرغبونه، وباعت فورد من TT ما يقارب 1.3 مليون شاحنة من هذا الطراز، حتى تم استبدالها في عام 1928 بالبيك أب من طراز A وAA، حيث كان نموذج AA واحداً من أوائل سلالة فورد لشاحنات البيك أب.

بعد سنوات قليلة، تلقت شركة فورد موتور كومباني في أستراليا رسالة من زوجة مزارع تطلب فيها مركبة يمكن لها ولزوجها قيادتها في المدينة خلال عطلات نهاية الأسبوع، على أن تكون السيارة قادرة أيضاً على نقل حمولة من الماشية إلى السوق في بقية أيام الاسبوع. ومن هنا جاءت شاحنة فورد كوبيه يوتيليتي “the ute” في عام 1934، وهي المركبة التي ارتبط اسمها بأستراليا، وتعتبر عنصراً أساسياً آخر من الإرث العريق لشركة فورد القائم على الإصغاء، والاستجابة لاحتياجات الأفراد.

وفي هذا السياق، يقول روبرت كريبكي، أحد مؤرخي شركة فورد: “بدأت فورد بتغيير انطباعات الناس عن الشاحنات من خلال مركبات مثل أولى شاحنات ute  وسيارات البيك أب، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الشاحنات وسيلة مخصصة للعمل أساساً، وبدأت فورد بتطويرها لتصبح مركبة أكثر توازناً، مع إمكانية استخدامها للعمل والترفيه في الوقت نفسه”.

وأضاف كريبكي: “وفرت هذه الشاحنات مصدر الإلهام للتطورات اللاحقة التي شهدتها شاحنات فورد، مثل السلسلة F ورنجر التي حققت نجاحاً كبيراً في العديد من الأسواق حول العالم”.

حول العالم في 40 عاماً

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أعادت فورد تركيز اهتمامها على تصميم الشاحنات في أمريكا الشمالية، وشهد عام 1948 إدخال أول شاسي مخصصة لإنتاج الشاحنات، حيث تمكنت من  خلالها تحقيق زيادة كبيرة في قدرات مركبات فورد.

وتوفرت أولى نماذج هذا الطراز الجديد المتنوع من الشاحنات بثمانية أحجام، بدءاً من طراز F-1 بقدرة نصف طن، وحتى F-8 بقدرة 3 أطنان، وجاء طرح سلسلة شاحنات F الشهيرة التي تحمل منذ عام 1977 لقب البيك أب الأفضل مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقب أفضل المركبات مبيعاً على مدى 35 عاماً متواصلة. وفي منطقة الشرق الأوسط، أصبحت F-150 اختيار الجيل الجديد من السائقين الباحثين عن المغامرة. أما في جنوب أفريقيا، فلم يقتصر دور فورد رنجر على كونه أفضل المركبات التجارية الخفيفة مبيعاً، بل حصل أيضاً على لقب أفضل السيارات مبيعاً بشكل عام في النصف الأول من عام 2017.

وجيلاً بعد جيل، واصلت فورد ابتكار المزايا والمواصفات الجديدة، وإضافتها على شاحناتها اعتماداً على متطلبات العملاء، حيث حرصت على تقديم إبداعاتها المستمرة كوسيلة أساسية لتحقيق النجاح.

المتانة في تصميم فورد

في عام 1976، كتب أحد المحررين ثلاث كلمات بسيطة لإعلان عن شاحنة فورد في إحدى المجلات، وهي: “تصميم فورد المتين” Built Ford Tough، لتصبح هذه الجملة موجزاً مختصراً لالتزام فورد بتصميم شاحنات متينة، وذات قدرة كفاءة عالية، كما أنها آمنة وقوية. والآن، تحدد تلك العبارة بشكل واضح ما يتوقعه عملاء فورد حول العالم من هذه العلامة التجارية البيضاوية الزرقاء.

تعد فورد رنجر من أولى سيارات “تصميم فورد المتين” التي تم إنتاجها على نطاق واسع، وأول شاحنات الشركة المدمجة التي تم طرحها في سوق أمريكا الشمالية عام 1982. وسرعان ما انتشرت سمعة رنجر كشاحنة بيك أب متينة، ذكية وقادرة، مما أدى لازدهار مبيعاتها في أسواق عديدة حول العالم، والآن أصبح البيك أب متوسط الحجم الأكثر مبيعاً في أوروبا وجنوب أفريقيا، ونيوزيلندا، وفي عدد آخر من الأسواق الرئيسية حول العالم.

عالم جديد شجاع

واصلت فورد مسيرتها في الإبداع واستكشاف أداء شاحنات المهام الخاصة وفئاتها على مدى سنوات طويلة. ومع إطلاق اسم طراز رابتر في عام 2009 عبر شاحنة F-150 SVT رابتر، واصلت فورد مسيرتها نحو آفاق أوسع من النجاح.

جاء تصميم رابتر الجديد مستوحى من شاحنات سباقات الصحراء، ولطالما كان رابتر بيك أب مثالي للأداء العالي على الطرق الوعرة، واشتهر بمزاياه المتطورة في عدد من الجوانب مثل كفاءة المحرك ونظام التعليق، والتكنولوجيا الذكية، والقوة الهائلة التي لا تتجسد فقط عبر مفهوم “تصميم فورد المتين”، ولكن أيضاً من خلال أسلوب فورد في التأثير، وإحداث تغيير ملحوظ وكذلك إعادة تشكيل نظرة العالم نحو الشاحنات.

وفي هذا العام، أطلقت فورد F-150 رابتر 2017 الجديد في المنطقة، ومع محرك EcoBoost® عالي الأداء بسعة 3.5 لتر، حيث أصبح رابتر أكثر قوة وذكاء وقدرة من قبل. وبفضل الأداء الاستثنائي الفائق، أصبح F-150 رابتر الخيار المثالي لعشاق القيادة على الطرق الوعرة في أنحاء الشرق الأوسط.

وبالنسبة لشاحنات فورد، يبدو المستقبل واعداً للغاية، حيث كشفت الشركة مؤخراً عن أول بيك أب للشرطة مصنّف للمطاردة من نوع F-150 بوليس رسبوندر، القادر على السير بسرعات تصل حتى 160 كلم/ساعة، تمّ تجهيزه بمحرك EcoBoost® قوي عالي الكفاءة بسعة 3.5 لتر، مع ناقل حركة فورد SelectShift بـ 10 سرعات، بالإضافة إلى نظام دفع رباعي للقيادة على جميع التضاريس مخصص للشرطة. وتقدم الشاحنة قوة تبلغ 375 حصاناً وعزم دوران 637 نيوتن متر، بما يفوق أي سيارة شرطة مصنفة للمطاردة.

وعلى الرغم من تغير معايير التصميم، والقوة والقدرات في شاحنات فورد منذ طرح الطراز الأول من شاحنة Model TT من خط التجميع قبل مائة عام، ما تزال رسالة الشركة الرئيسية تتمثل في تزويد العملاء بالشاحنات التي تلبي احتياجاتهم وتتجاوزها أيضاً، هي الرسالة نفسها التي بقيت صامدة في وجه أقوى الاختبارات على الإطلاق، وهو الزمن.

حقائق عن فورد:

شاحنة Model A، وفيما بعد شاحنة Model AA كانت أولى المركبات التي استخدمت أولى التصاميم من شعار كلمة فورد بشكله البيضاوي.
شاحنة فورد التي عرفت على نطاق واسع باسم كوبيه يوتيليتي the ute، قام بتصميمها لويس باندت، الذي كان آنذاك مصمم السيارات الوحيد لدى فورد في أستراليا.
في عام 1941، أوقفت فورد بشكل مؤقت جميع عمليات السيارات المدنية، وبدأت إنتاج مركبات الأغراض العامة، مثل سيارات GP أو الجيب لمساعدة قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية.
فورد رنجر التي أنتجت في مصنع سيلفرستون لتجميع السيارات في بريتوريا في أفريقيا الجنوبية تم تصديرها إلى ما يزيد عن 148 دولة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وفي وقت سابق من هذا العام، أجرى المصنع تحديثاً على خط إنتاجه بكلفة 9.5 مليون دولار أمريكي.
باعت فورد 26 مليون شاحنة من السلسلة F في الولايات المتحدة الأمريكية منذ يناير 1977، وإذا ما رصفت هذه السيارات خلف بعضها من المصد إلى المصد لشكلت صفاً طوله 145,000 كيلومتراً، أي ما يعادل أكثر من 3.5 أضعاف محيط الأرض.

{"autoplay":"true","autoplay_speed":"3000","speed":"300","arrows":"true","dots":"true","rtl":"true"}